عجز التجارة الأمريكي
تشير الأرقام المتعلّقة بالعجز في الميزان التجاري الأمريكي إلى أنّ المشكلة مزمنة. فبعد تسجيل أرقام قياسية في هذا المجال في العام 2005 أصدر مكتب الإحصاء الرسمي الأمريكي في 13 شباط 2007 أرقاماً تشير إلى أنّ العجز في الميزان التجاري بلغ في العام 2006 الرقم (763.6) مليار دولار أي بزيادة حوالي (57) مليار دولار عن العام 2005.
و تتصدّر الصين قائمة الدول التي يميل الميزان التجاري لصالحها في مواجهة الولايات المتّحدة؛ إذ بلغ عجز الأخيرة أمام الأولى في العام المنصرف 2006 الرقم (232.5) مليار دولار بعد أن كان (201.5) مليار دولار في العام 2005.
الأسباب الرئيسة وراء ارتفاع العجز
يزداد العجز في الميزان التجاري الأمريكي بصورة مخيفة سنة تلو الأخرى، و يمكن مشاهدة ذلك من خلال مقارنة الأرقام المرصودة من العام 2001 و حتى العام 2006 و التي تأتي على الشكل التالي "مع تدويرها":
- العام 2001: 363 مليار دولار = 690.00 دولار في الدقيقة.
- العام 2002: 421 مليار دولار = 801.000 دولار في الدقيقة.
- العام 2003: 495 مليار دولار = 942.000 دولار في الدقيقة.
- العام 2004: 611 مليار دولار = 1.200.000 دولار في الدقيقة.
- العام 2005: 711 مليار دولار = 1.400.000 دولار في الدقيقة.
- العام 2006: 765 مليار دولار = 1.450.000 دولار في الدقيقة.
و نظراً لسرعة و حجم العجز المتراكم في الميزان التجاري الأمريكي, فلا بدّ أن هناك العديد من العوامل المسؤولة التي تلعب دوراً رئيساً في هذا الإطار، و التي يجمع عدد من المختصين في الشأن الاقتصادي أنّ من بينها:
1- الاعتماد المتزايد على الطاقة: إذ يؤدي الاعتماد المتزايد على استهلاك الطاقة إلى استيراد المزيد من البترول، و هو ما يؤثر سلباً نظراً لأسعاره المرتفعة. فقد بلغت قيمة المستوردات النفطية في آذار 2006 حوالي (20) مليار دولار لترتفع قيمة المستوردات النفطيّة في الربع الأوّل من العام 2006 إلى حوالي (65.2) مليار دولار أمريكي. و مقارنة بالربع الأول من العام 2001, بلغت المستوردات النفطيّة آنذاك (26.6) مليار دولار، و هو ما يشير إلى الفارق الكبير في الأسعار و التكاليف.
2- زيادة الاستهلاك مع تراجع الإنتاج: إذ إن الطلب على المواد الاستهلاكية و المنسوجات و غيرها من المواد يزداد سنويا بشكل كبير، و تشكّل الصين المصدر الأساس لهذه الواردات نظراً لرخص سعر اليد العاملة الذي ينعكس على الإنتاج الذي يتّميز بسعر زهيد، و لذلك فإن العجز التجاري يزداد دائماً بين الطرفين لصالح الصين، و نستطيع أن نرى ذلك بوضوح عندما نقارن أرقام العام 2001 التي بلغ فيها العجز لصالح الصين حوالي (83) مليار دولار، و أرقام العام 2006 و التي بلغ فيها (232.5) مليار دولار.
3- انخفاض الطلب على التكنولوجيا الأمريكية: فوفقاً لمكتب الإحصاءات الرسمية الأمريكية، فقد حقّقت الصادرات التكنولوجية الأمريكية فائضاً بلغ (4.6) مليار دولار في الربع الأول من العام 2001، مقابل عجز في الربع الأول من العام 2006 مقارنة بالربع الأول من العام 2001 بلغ (7.2) مليار دولار.
4- انخفاض الطلب على الخدمات الأمريكية: فقد مثّل الطلب على الخدمات الأمريكية كالسياحة و التعليم فائضاً بلغ حوالي (13.9) مليار دولار في الربع الأوّل من العام 2006 مقابل (18.1) مليار دولار في الربع الأول من العام 2001.
تعليق