من المتأخر الآن التحول إلى أسهم الشركات العريقة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • من المتأخر الآن التحول إلى أسهم الشركات العريقة

    خلال الفترة الأخيرة تلقت الأسهم على جانبي الأطلسي دعماً من نتائج قوية لشركات صناعية تنتمي للخط القديم. وسيقول بعضهم إن ذلك أمر جيد كذلك. وإنه وقت فطام الاقتصاد عن البنوك، وما شاكل ذلك من مشاريع خادعة. أما إلى أي مدى تعد هذه الفكرة معقولة، فهو أمر نؤجله إلى يوم آخر. ومن المؤكد أن هناك غريزة غير عقلانية في أذهان أناس كثيرين بأن كل شيء يعتمد على القيام بأي شيء تستطيع أن تضع أصبع قدمك الكبير عليه. لكن هل تؤثر تلك الغريزة في المستثمرين؟ بعد عقد من خيبات الأمل ـــ أسهم التكنولوجيا أولاً، ثم البنوك ـــ سيكون من المنطقي إذا تحولوا إلى الحصول على الطمأنينة بالتوجه إلى الصانعين من أصحاب المشروعات الكبرى الراسخة على الطراز القديم. من أجل اختبار هذه الفرضية، دعونا نأخذ مثالين: كاتربلر ـــ التي أعلنت عن أرقام قوية للربع الأول هذا العام ـــ وكومنز. بين هاتين الشركتين الأمريكيتين الموقرتين عوامل مشتركة كثيرة، ليس أقلها الأداء المميز لأسهمهما خلال السنوات الأخيرة. إن عمر كل منهما يناهز قرناً من الزمن، كما أنهما متمسكتان بنشاطهما الأساسي ـــ معدات جرف الأراضي، ومحركات الشاحنات، على التوالي. وقياسا إلى مؤشر ستاندر آند بورز 500، لم يبلغ أي من السهمين هذا المستوى المرتفع طوال الـ38 عاما الماضية التي توجد لديّ بيانات بشأنها. ويجدر بنا أن نعقد مقارنة مع شركة صناعية جديدة منتجة لأجهزة تكنولوجيا المعلومات، هي سيكسكو سيستمز. ففي منتصف العقد الماضي ـــ الذروة التاريخية للمبالغة في تقييم الأسهم الأمريكية ـــ كان سهم سيسكو يساوي 75 دولاراً، وسهم كاتربلر 18 دولاراً، وسهم كومنز سبعة دولارات. الآن سعر سهم سيسكو 17 دولاراً، وكاتربلر 115 دولاراً، وكومنز 119 دولاراً. ومع ذلك تفوقت سيسكو على الشركتين الأخريين في نمو المبيعات خلال هذه الفترة، كما أن عوائد كاتربلر (وليس كومنز)، كانت في مستوى التعادل فقط في عام 2000. من الطبيعي أن أسهم سيسكو كانت تقيم بصورة مبالغ فيها خلال طفرة الدوت كوم، وأن الشركات التقليدية كان ينظر إليها باحتقار تبعاً لذلك. غير أن في الأمر جانباً أكثر من ذلك. وقد تجاوز إنجاز كومنز، مثلا، مستوى السوق بمعامل من أربعة خلال السنوات الخمس الأخيرة وحدها.

    وكما حدث في الفصل الخاص بالدوت كوم، يبدو أنه كانت هناك قصة أوسع. وكانت هذه المرة بخصوص النمو في البلدان النامية ذات الشهية القوية للغاية للسلع الأولية والمعدات، إذ كانت تستورد كثيرا من النحاس والصلب، وكذلك الشاحنات والجرافات. ومن الطبيعي أن يظهر ذلك في أرقام الإنجاز. لكن العقبة هي أن الشركتين ـــ ولا سيما كاتربلر ـــ مرتبطتان بالدورات الاقتصادية على نحو كبير. في عام 2009 تراجعت مبيعات آلات كاتربلر ـــ التي تشكل معظم نشاطها ـــ بنسبة 34 في المائة، ثم تعافت بنسبة 88 في المائة في العام الماضي. ونتيجة لذلك تراجعت الأرباح التشغيلية لهذا القسم من 1.8 مليار دولار إلى خسارة بمبلغ مليار دولار، ثم عادت إلى الربح بمبلغ ملياري دولار. ومن هذا التشويه المستدام يبدو واضحا أن في القصة أمرا خاصا بها. كان معدل زيادة مبيعات كاتربلر خلال العقد الماضي 3 في المائة داخل الولايات المتحدة، و11 في المائة في بقية أنحاء العالم. وكانت أرقام كومنز 2 في المائة و12 في المائة، على التوالي. نتيجة لذلك، ارتفعت مبيعات كاتربلر النسبية خارج الولايات المتحدة في هذه الفترة من 50 إلى 68 في المائة، بينما ارتفعت كومنز من 43 إلى 64 في المائة. وإذا كان الأمر أن العالم القديم يخلي السبيل للجديد، فإن الشركتين تشكلان معظم ذلك. لكن لا بد من الحذر. فالشركتان مخضرمتان في العالم النامي. فقد ظلت كاتربلر في البرازيل منذ عام 1960، وكومنز في الهند منذ عام 1962. وكانتا تتعاملان مع النمو العالمي في مصادر مختلفة على طول الخط. وعليك أن تتذكر أن النمو العالمي كان يميل إلى التحول إلى الجوانب على مدى عدة عقود، ومن ثم السقطة الحالية كانت متوقعة. وعلى الرغم من أن تقييم سهمي الشركتين لا يقترب أبداً من تجاوزات تقييم الدوت كوم، إلا أنه يشهد ارتفاعات تاريخية. وعلى مدى فترات طويلة يميل معدل السعر/الربح إلى الانحدار، حتى بسبب وجود فروقات حسابية فقط. لكنني أقدّر أنه في آخر مرة بلغ فيها سهما الشركتين مستوى شبيهاً بهذا الارتفاع نسبة إلى السوق ـــ في أواخر السبعينيات ـــ كان معدل السعر/الربح لدى كومنز 40 في المائة سلبياً، ولدى كاتربلر 10 في المائة في الموجب. وفي أيامنا هذه يبلغ المعدل 30 في المائة لدى كومنز، وضعف ذلك لدى كاتربلر. هذا مجال قلما تحدث فيه الفقاعات ـــ وربما بما لا يشابه التعدين والسلع. لكنه يعتمد على الرواية ذاتها، وهي نادراً ما تكون جديدة، فيما يتعلق بالصين على نحو خاص. هنا يظهر مصدر القلق الخفيف. وأولئك الذين يتذكرون طفرة الدوت كوم يعرفون أنها لم تكن قائمة على أساس زائف تماما. كانت تكنولوجيا المعلومات بالفعل هي موجة المستقبل. بدلاً من ذلك، فإن رد الفعل على ذلك الأساس كانت تشوبه المبالغة على نحو كبير ـــ وازداد ذلك بمرور الوقت. بكلمات أخرى، أي قصة تنال مزيداً من التصديق في النهاية. من الجيد أن نشهد كاتربلر وكومنز في مراتب الشركات الأمريكية القديمة الراسخة التي تواصل الازدهار. لكن بخصوص شراء سهميهما، فقد يكون الوقت متأخراً بعض الشيء للقيام بذلك.
يعمل...
X