FINRA: العواطف تزيد من احتمالات تعرض كبار السن للاحتيال
نشرت هيئة تنظيم الصناعة المالية (FINRA) اليوم نتائج الأبحاث التي أجرتها حول دور العواطف في زيادة احتمالات التعرض الاحتيال بين كبار السن.
ومن المعروف أن محتالي الأموال يحاولون دائماً استحضار مشاعر قوية لدى ضحاياهم من أجل إقناعهم بتسليم أموالهم، والدليل على ذلك هو زيادة فرص تأثر كبار السن بالجانب العاطفي عند اتخاذ قراراتهم الاستثمارية.
وخلصت الدراسة، والتي أجريت بمشاركة بحثية وتمويلية من شبكة مراقبة الاحتيال (AARP) ومؤسسة تعليم المستثمر التابعة لـ FINRA، وعلماء النفس في جامعة ستانفورد أن تحفيز المشاعر لدى كبار السن يزيد من رغبتهم في شراء أو الاشتراك في خدمات ومنتجات احتيالية نتيجة الإعلانات المضللة.
ودرس فريق البحث ما إذا كان تحريض مشاعر الإثارة والغضب قد يزيد من احتمالية التعرض للاحتيال بين فئة كبار السن الذين تتراوح أعمارهم بين 65 إلى 85 عام والبالغين الأصغر سناً ممن تتراوح أعمارهم بين 30 – 40 عام. وطلب من المشاركين استعراض سلسلة من الإعلانات التي اعتبرتها هيئة التداول الفيدرالية مضللة وتم تصميمها لتحفيز مشاعر الإثارة أو الغضب. وطلب من المشاركين تقييم مدى مصداقية محتوى كل إعلان واحتمالية شرائه بعد تنحية عامل التكلفة.
ووجدت الدراسة أن عوامل الإثارة والغضب قد زادت من فرص شراء هذه المنتجات بين البالغين الأكبر سناً مقارنة مع العروض التي لا تتضمن حوافز انفعالية. بينما في حالة البالغين الأقل سناً، لم تكن هناك اختلافات كبيرة في نية الشراء، ما يرجح أن وجود مشاعر قوية لم يكن ذات تأثير على احتمالات تعرضهم للاحتيال.
وفي حين كان الارتباط بين مصداقية الإعلان وتزايد نية الشراء قويا بين فئة المسنين، فإن العلاقة بين المصداقية وحافز الشراء لم تكن بنفس القوة بين البالغين الأكبر سناً.
وتشير النتائج إلى أن إقدام كبار السن على الشراء لم يكن مرتبط بالمصداقية المتصورة، بل بالحالة العاطفية التي كانوا يمرون بها.
وعلق الدكتور شادل، كبير الباحثين لدى شبكة مراقبة الاحتيال (AARP)، على تلك النتائج بالقول: “يبدي المحتالون مهارة واضحة في دفع ضحاياهم إلى حالة شعورية متدفقة يمكن من خلالها تعطيل التفكير العقلاني ودفعهم إلى تسليم الأموال التي كسبوها بشق الأنفس إلى المحتال عن طيب خاطر.”
واختتمت جيري وولش، رئيس مؤسسة تعليم المستثمر التابعة لـ FINRA قائلة: “أحرز هذا البحث تقدم كبير في فهمنا لكيفية عمل الممارسات الاحتيالية. ويساعد فهم آليات الغش والاحتيال المستثمرين على حماية أنفسهم. ترتبط الأموال عادة بالجانب الشعوري، لهذا تعتبر إدارة العواطف المصاحبة للقرارات المالية أمراً حيوياً لتجنب الوقوع في فخ المحتالين.”
